أكد تيمور الحديدي صاحب أول بيت مصري مبني من المخلفات، على أن قراره لهذا الابتكار كان بهدف المساعدة في نشر ثقافة إعادة التدوير والمحافظة على البيئة، بالإضافة إلى تعريف الأفراد على الاستدامة بشكل عملي، موضحا أن خبرته فى مجال عمله بالبيئة ساعده على القيام بذلك، مشيرا إلى أنه منذ الصغر كان محبا للبيئة الطبيعية الخضراء وذلك بحكم نشأته في أسرة تهتم بالطبيعة وبالحفاظ على البيئة.
وقال الحديدي في مداخلة هاتفية لبرنامج (اللي بنى مصر) مع الكاتبة الصحفية مروة الحداد على (راديو مصر)، أن قرار بناء المنزل جاء بعد ثورة ٢٥ يناير عام ٢٠١١ بعد زواجه مباشرة، رغبة منه في العيش في مكان طبيعي خلاب، مضيفا أن هذا القرار كان يحتاج إلى جرأة كبيرة بسبب اختلافه عن المألوف والمعتاد في عصرنا الحالي، حيث يميل الأفراد إلى شراء بيت متكامل وعصري، ويفضلون العيش في المجمعات السكنية المغلقة (الكومباوندات).
وأضاف أنه تم بناء البيت على أساس التصميم الفطري أو الهندسة الفطرية، دون الاستعانة بمهندس خاص، حيث استعان بمجموعة من عمال البناء من منطقة أبو رواش، في بناء البيت حسب تقديره الشخصي وأفكارهم العملية.
وأوضح الحديدي أن الهدف من بناء البيت من المخلفات في أول الأمر، هو الحصول على منزل مناسب ومريح من ناحية، وتوصيل فكرة المحافظة على البيئة وفكرة الاستدامة لكوكب الأرض بطريقة جديدة من ناحية أخرى، حيث يمكن الاعتماد على فكرة إعادة التدوير في تحقيق إنجازات كبيرة وهامة، وليس تنفيذ الأشياء البسيطة فقط.
وذكر أنه قام ببناء المنزل في منطقة يطلق عليها الثورة الخضراء، والتي تبلغ مساحتها ١٨٥٠ فدان، وتقع بين منطقة الشيخ زايد وطريق مصر إسكندرية الصحراوي، يحدها شمالا مطار سفنكس الدولي، والمتحف الكبير جنوبا، وتمتلئ بأنواع كثيرة من الأشجار خاصة أشجار الزيتون التي تم زراعتها منذ أكثر من ٤٠ عاما، حيث كان يخطط لهذه المنطقة أن تكون خضراء ومتنفسا لمدينة القاهرة، وجاذبة للسياحة البيئية.
وأشار الحديدي إلى أنه تم إنشاء منطقة الثورة الخضراء في فترة السبعينات من القرن الماضي، وذلك في إطار تخضير الصحراء، ولذلك سميت بالثورة الخضراء، مؤكدا على أن الدولة قامت بتوفير شبكة ري ومواتير جيدة جدا، حيث تم عمل مواسير كبيرة للمياه وبنية قوية لري المنطقة.
وشدد على أنه لابد من عدم الاستسلام لطغيان تحقيق المكاسب المادية على الاهتمام بالبيئة، وهو ما يتفق مع ما تم مناقشته بالفعل في جلسات مؤتمر المناخ cop27 ، والذي استضافته مصر مؤخرا في مدينة شرم الشيخ، مؤكدا على أنه يمكن تحقيق مكاسب مادية أكبر، إذا تم بناء مدن طبيعية مستدامة، مع الاهتمام بزراعة الأشجار، في إطار تشجيع السياحة البيئية.
ويناشد الحديدي الدولة وهيئة المجتمعات العمرانية وجهاز مدينة الشيخ زايد، بالاهتمام بمنطقة الثورة الخضراء، وتشجيع الزراعة بجوار البناء، بالإضافة إلى توفير مياه لري المنطقة، والتي أصبحت غير متوفرة بعد تبوير المستثمرين لمساحة كبيرة من الأرض، موضحا أنه يتم استخدام المياه الحلوة مرتفعة التكاليف حاليا في ري الأشجار الموجودة لعدم توفر مياه الري، وذلك في إطار خطة الدولة في نشر التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة، مشيرا إلى أنه يمكن لمصر بناء مدينة كاملة من المخلفات الطبيعية والمواد المعاد تدويرها مثل الخراسانة، حيث يتوفر منها جبال في مصر تكفي لبناء مدن وليس مدينة واحدة.