كشفت منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عن استمرار موجة الصعود في أسعار الذهب محليًا وعالميًا، إذ ارتفعت الأسعار في الأسواق المحلية بنسبة 3.5% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، بينما صعدت الأوقية عالميًا بنسبة 3.4%، لتُسجل بذلك ثامن مكاسبها الأسبوعية المتتالية، وسط زخم استثماري متنامٍ ورهانات قوية على استمرار دورة خفض الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفعت بنحو 180 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 5220 جنيهًا، ولامس مستوى 5450 جنيهًا كأعلى مستوى في تاريخه، قبل أن يختتم الأسبوع عند 5400 جنيه.
أما على الصعيد العالمي، فقد ارتفعت الأوقية بنحو 131 دولارًا، بعدما بدأت تعاملاتها عند 3886 دولارًا، ولامست مستوى 4060 دولارًا كأعلى مستوى في تاريخها، لتُغلق في نهاية الأسبوع عند 4017 دولارًا للأوقية.
وأشار إمبابي إلى أن عيار 24 سجل نحو 6171 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 نحو 4629 جنيهًا، وسجل عيار 14 حوالي 3600 جنيه، فيما استقر سعر الجنيه الذهب عند 43,200 جنيه.
وأوضح تقرير «آي صاغة» أن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بنحو 1660 جنيهًا منذ مطلع يناير الماضي، بنسبة 44.4%، إذ بدأ الجرام عيار 21 العام عند مستوى 3740 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بمقدار 1393 دولارًا وبنسبة 53% خلال نفس الفترة، ما يعكس قوة الاتجاه الصاعد على المستويين المحلي والعالمي.
وأشار التقرير إلى أن سعر صرف الدولار الأمريكي بالسوق المحلي شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأحد، حيث تجاوز مستوى 48 جنيهًا بزيادة تُقدّر بنحو 51 قرشًا.
وأوضح إمبابي، أن ارتفاع الدولار سينعكس مباشرة على أسعار الذهب في السوق المحلية مع بداية تعاملات الإثنين، متوقعًا زيادة جديدة في الأسعار، موضحًا أن كل تحرك في سعر صرف الدولار بنحو 10 قروش يؤدي عادة إلى ارتفاع أسعار الذهب بين 9 و 11 جنيهًا، وفقًا لتحركات البورصة العالمية.
استمرار الزخم الصعودي عالميًا
واصل الذهب خلال الأسبوع الجاري رحلته القياسية متجاوزًا مستوى 4000 دولار للأوقية لأول مرة في تاريخه، ليُسجّل ثامن مكاسبه الأسبوعية المتتالية مدفوعًا بموجة شرائية قوية من المستثمرين وصناديق الاستثمار.
وبدأت التعاملات عند 3886 دولارًا للأوقية، ثم سجل المعدن النفيس سلسلة متصاعدة من القمم والقيعان المرتفعة، ليصل إلى 3962 دولارًا. ومع دخول الأسواق الآسيوية، اخترق الذهب حاجز 4000 دولار مساء الثلاثاء، وواصل ارتفاعه إلى 4050 دولارًا صباح الأربعاء، ثم لامس 4060 دولارًا للأوقية في ذروة التعاملات.
ومع اقتراب نهاية الأسبوع، شهدت الأسعار تصحيحًا محدودًا لتتراجع إلى 3950 دولارًا للأوقية، قبل أن تستعيد توازنها وتُغلق فوق 4000 دولار في جلسة الجمعة، ما يؤكد استمرار قوة الطلب والميل الشرائي في السوق.
وجاء هذا الأداء بعد موجة جني أرباح مؤقتة أعقبت اتفاق الهدنة في غزة، قبل أن تعود الأسعار للصعود مدفوعةً بـتصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي، وتزايد توقعات التيسير النقدي من الاحتياطي الفيدرالي، مما عزز مكانة الذهب كملاذ استثماري آمن في مواجهة الضبابية الاقتصادية.
العوامل الجيوسياسية تعزز جاذبية الذهب
أسهمت التوترات السياسية والتجارية في دعم موجة الصعود الأخيرة، حيث أدت التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية جديدة على الصين، وإطالة أمد الجمود السياسي في واشنطن، إلى تجدد حالة العزوف عن المخاطرة في الأسواق العالمية.
وزادت حالة القلق بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي حذّر فيها من فرض تعريفات جديدة على الواردات الصينية، وردّت بكين بتهديد فرض قيود على تصدير المعادن النادرة، بينما أعلن ترامب أنه لا يرى سببًا للقاء نظيره الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية كما كان مقررًا بعد أسبوعين.