كشفت بيانات شركة ميلر صموئيل للتثمين العقاري عن ارتفاع المبيعات للعقارات الفاخرة بنسبة 35% على أساس سنوي مقارنة بعام 2020، الذي سجّل هو الآخر مستويات قياسية.
قال جوناثان ميلر، الرئيس والمدير التنفيذي للشركة، إن هذه الزيادة غير مسبوقة، فلم نشهد ذلك النمو قبل ذلك، فقد سجلت أسعار المنازل الفاخرة مستويات قياسية بكل أنحاء البلاد بدعم من زخم سوق الأوراق المالية، وانخفاض أسعار الفائدة، والتركيز المتزايد على الحياة المنزلية في حقبة الوباء.
وأضاف ميللر: “إنها ظاهرة عامة، ولا توجد كلمات يمكنها وصف تأثير انخفاض الفائدة وزيادة الثروات، فمن القواعد الثابتة في قطاع الإسكان أنه كلما انخفضت الفائدة ارتفعت الأسعار. لقد كانت الفائدة منشطاً لتلك الظاهرة”.
بِيعت أغلى 8 منازل في البلاد مقابل 100 مليون دولار أو أكثر، توزعت بالتساوي بين مناطق مترو لوس أنجلوس ومترو نيويورك وشاطئ بالم بيتش بولاية فلوريدا والمزارع في مونتانا، وفقاً للبيانات التي جرى جمعها عن طريق “ميلر صموئيل”.
وفقاً لميلر فقد “ظهرت شريحة جديدة من العقارات منذ عام 2014”. وفي إشارة إلى المنازل التي تزيد قيمتها على 100 مليون دولار، قال: “بدأ الأمر بشكل غريب، وكُنّا نرى تلك الأرقام في ذلك الوقت وميضاً لن يدوم، لكنها استمرت حتى الآن للعام السابع على التوالي”.
وأشار ميلر إلى أن الزخم الحالي قد يكون مؤقتاً بسبب اندفاع المستشارين الماليين لإبرام الصفقات قبل بدء عام 2022، إذ يتوقع عقد سلسلة من الصفقات قبل نهاية العام. وأكمل قائلاً: “لا أعتقد أنه بإمكان شخص توقع تخفيض الضرائب في عام 2022، لذا فالأمر مجرد تحوط”.
رغم التقارير الكثيرة التي تتحدث عن مغادرة الأثرياء للولايات التي تفرض ضرائب عالية، فإنّ نيويورك تصدرت قائمة أكثر عدد مبيعات تجاوزت قيمتها 50 مليون دولار، إذ سجّلت 13 صفقة مقابل 11 صفقة لولاية فلوريدا.
تصدرت قائمة “ميلر” للأغلى صفقة بيع دوبلكس بقيمة 157.5 مليون دولار في 220 رقم 3 بسنترال بارك ساوث، في حين بلغت قيمة أغلى صفقة بيع في فلوريدا للعقار رقم 535 بنورث كاونتي رود في بالم بيتش 122.7 مليون دولار.
بلغ إجمالي قيمة العقارات المبيعة في نيويورك المدرجة بقائمة “ميلر” نحو 931 مليون دولار، في حين بلغت قيمة العقارات في فلوريدا نحو 941 مليون دولار.
تركز أكثر من ثلث مبيعات ولاية نيويورك في مقاطعة لونغ آيلاند، وضمّت بيع عقار في ساوثهامبتون مملوك لعائلة “فورد” بمبلغ 105 ملايين دولار، وعقارين على شاطئ البحر في إيست هامبتون على طريق ويست إند يقال إنّ “كالفن كلاين” باعتهما بمبلغ 85 مليون دولار، إضافة إلى منزل ضخم في 840 ميادو لان في ساوثهامبتون بمبلغ 70 مليون دولار، وقطعة أرض رقم 30 سبيث لان بمساحة 6 أفدنة مطلة على المحيط في إيست هامبتون بمبلغ 60 مليون دولار.
احتل العقار الضخم رقم 1840 على شارع ساحل المحيط، في الامتداد المعروف باسم صف المليارديرات، المرتبة السادسة في قائمة “ميلر” بمبلغ 109.6 مليون دولار. وجاء بعده المُجمَّع المكوَّن من 33 غرفة نوم على مساحة 15 فداناً في مانالابان، الذي باعته عائلة زيف مقابل 94.2 مليون دولار. وبالقرب منه، في مانالابان، بِيع العقار رقم 1020 في بوليفارد جنوب المحيط، الذي قيل إنّ بول سوندرز رجل الأعمال الممول لصناديق التحوط باعه بنحو 90 مليون دولار.
كانت أغلى الصفقات هذا العام من نصيب المساحات الشاسعة من الأرض، إذ تصدّر القائمة صفقة شراء روبرت مردوخ مزرعة تبلغ مساحتها 340 ألف فدان في مونتانا بقيمة 200 مليون دولار، فيما احتلّت صفقة بيع مزرعة كلايمبينغ أرو التي تبلغ مساحتها 80 ألف فدان بالقرب من بوزمان في مونتانا بمبلغ 136 مليون دولار المرتبة الرابعة في القائمة.
وإن لم يكن باقي العقارات بنفس مساحة مزرعة بحجم مقاطعة، لكنها كانت على الأقل بالقرب من تلك المساحات المفتوحة الواسعة. ويعلق ميللر قائلاً: “لم يكن هذا مفاجئاً، فهي قريبة من المياه والمناظر الطبيعية”.
يظهر ذلك في صفقة ثاني أغلى عقار في قائمة “ميلر” الذي احتلته صفقة بيع مجمَّع على مساحة 7 أفدنة في ماليبو على ساحل المحيط الهادي، والذي اشتراه رجل الأعمال مارك أندريسن. وكان كل منازل بالم بيتش التي جاءت في القائمة لها واجهة بحرية، وكذلك منازل هامبتونز.
وخارج السوق الرسمية والقائمة كانت أغلى الصفقات من نصيب العقارات التي تمتلك واجهة على المياه، ومن بينها عقار كارتر في ماوي بهاواي، الذي اشتراه جيف بيزوس مقابل 78 مليون دولار، كما قيل إنّ قصر لاغونا بيتش في كاليفورنيا الذي تبلغ تكلفته 70 مليون دولار اشتراه مدير صندوق التحوط جوزيف إيدلمان. كما بِيع قصر بواجهة طولها 340 قدماً على لونغ آيلاند ساوند في غرينتش بكونيتيكت بقيمة 50 مليون دولار.