«أدير» ترفع استثماراتها في مصر إلى 70 مليار جنيه..وتخطط للتوسع في 30 دولة
كشف المهندس باسل الصيرفي، الرئيس التنفيذي لشركة “أدير إنترناشونال“، عن اعتزام الشركة إطلاق أول صندوق عقاري في مصر خلال النصف الثاني من عام 2026، متعدد الإصدارات بقيمة تصل إلى مليار دولار خلال خمس سنوات.
وأوضح الصيرفي، في مائدة مستديرة جمعت مجموعة من أبرز الصحفيين في القطاع العقاري، أنه جارٍ تقديم نموذج استثماري لمجلس الوزراء وهيئة الرقابة المالية حول الصندوق، الذي يستهدف زيادة تصدير العقار المصري وجذب عملة صعبة للبلاد، على أن يتم تأسيسه بالتعاون مع شركة مالية عالمية.
وأشار إلى أن نجاح الشركة منذ بدء أعمالها في مصر خلال يونيو 2023 بمشروع تجاري إداري على مساحة 45 ألف متر مربع، دفعها إلى زيادة حجم أعمالها وتوسيع نطاق أنشطتها، وتوقيع شراكات إستراتيجية مع مجموعة من كبار المطورين المحليين.
وأكد أن “أدير إنترناشونال” لا تعمل كمطور عقاري أو مستثمر مباشر، وإنما كحلقة وصل احترافية بين المطورين والمستثمرين، بما يضمن تحقيق أفضل عوائد للطرفين، مع وجود تعاون وتنسيق مستمر مع عدد من الجهات الحكومية.
“أدير” تستهدف توقيع شراكات كبرى
أضاف الصيرفي أن الشركة تمضي في تفعيل شراكات مع شركات كبرى؛ منها “حسن علام العقارية” و”ميلي” التابعة لـ”الأهلي صبور”، مع دراسة فرص استثمارية متنوعة بشرق وغرب القاهرة والسعودية، فضلًا عن التوسع في القطاع الفندقي في مصر باستثمارات تصل إلى ملياري دولار، عن طريق تحالف يضم ميدار، وحسن علام، وسمو للاستثمار، وأدير.
وكشف عن رفع “أدير إنترناشونال” استثماراتها في مصر من 5 مليارات جنيه إلى 70 مليار جنيه، عقب توقيع اتفاقية تطوير مشروع “المستقبل سيتي” بالشراكة مع شركتَي “ميدار” و”باراجون”، مشيرًا إلى أن المشروع يتجاوز حجم استثماراته 70 مليار جنيه، بعوائد مستهدفة تفوق 100 مليار جنيه خلال عشر سنوات.
نموذج أعمال مبتكر
قال الصيرفي إن الشركة تدرس أيضًا فرصًا استثمارية في وسط القاهرة، موضحًا أن أي فرصة استثمارية في القطاع الفندقي تمثل أولوية، سواء على كورنيش النيل أو في مواقع أخرى.
وأشار إلى أن الشركة تطبق نموذجها المبتكر “أدير بيزنس لاونج”، الذي يجمع المستثمرين كل ثلاثة أشهر لعرض الفرص الجديدة وبحث الشراكات، في إطار التزامات استثمارية واضحة تحدد مهام كل طرف، بما يعزز الثقة بين جميع الأطراف. لافتًا إلى أن هذا النظام يُطبق بشكل دوري في لندن والسعودية ودول أخرى تعمل بها الشركة.
ونجحت الشركة في توسيع شبكة علاقاتها خلال الفترة الماضية للتوسع في السوق المصرية، ضمن سعيها إلى بناء شبكة قوية من الشراكات الإستراتيجية طويلة الأجل.
وأضاف أن النموذج الاستثماري للشركة يقوم على فصل إدارة المشروعات عن الاستثمار عبر شركة تضم مجموعة من المساهمين لإدارة الكيانات الاستثمارية؛ بما يضمن حقوق كل من المطور والمستثمر من خلال اتفاقيات واضحة وصريحة.
وأوضح أن الشركة تستهدف تنفيذ مشروع فندقي بوسط القاهرة يضم فندقًا رئيسيًا، مع خطة لإضافة مجموعة فنادق أخرى في مراحل لاحقة.
انطلاقة قوية عالميًا
قال الصيرفي إن الشركة انطلقت من المملكة العربية السعودية، وتُعد اليوم ضمن أقوى ثلاث شركات في السوق، بمبيعات تجاوزت 41 مليار ريال وأكثر من 28 مليون متر مربع، إضافةً إلى “إدارة الممتلكات والأصول” سواء العقارات أو المحافظ العقارية، بشكل مباشر أو غير مباشر.
ولفت إلى أن “أدير إنترناشونال”، التي تأسست في لندن في 2 نوفمبر 2021، أصبحت خلال خمس سنوات فقط من أبرز الشركات العالمية في مجال خدمات الاستثمار، إذ استطاعت بناء قاعدة استثمارية متنوعة تضم نحو 4500 مستثمر تعاونت معهم منذ انطلاقها. كما نمت محفظتها العقارية المدارة في بريطانيا من 500 مليون جنيه إسترليني إلى 625 مليونًا في 2024.
وأوضح أن الشركة تقدم باقة متكاملة من الخدمات الاستثمارية تشمل “علاقات المستثمرين”، من خلال توفير الفرص الاستثمارية سواء في الأراضي أو عبر المطورين، وإدارة الشراكات المشتركة، و”إدارة المحافظ الاستثمارية”، وهي الخدمة التي تطبقها الشركة بنجاح في لندن، إضافةً إلى “التسويق العقاري” في جميع فروعها حول العالم.
الصناديق العقارية
لفت الصيرفي إلى أن الصناديق العقارية تمثل الركيزة الأساسية في إستراتيجية “أدير إنترناشونال”، حيث أطلقت “سمو القابضة” أكثر من 16 صندوقًا في السوق السعودية بإجمالي أصول يتجاوز 12 مليار دولار، وتسعى إلى تكرار التجربة في مصر.
وقال إن الشركة أبدت خلال اجتماع سابق مع دولة رئيس مجلس الوزراء توجهها لإطلاق نموذج لصناديق عقارية، مع السعي نحو الإدراج المزدوج لضمان سهولة دخول وخروج الاستثمارات وتعزيز الشفافية عبر إدراج الأسهم في البورصة.
وأكد أن الشركة تستهدف أيضًا بناء منظومة استثمارية متكاملة تعتمد على الشفافية وتوفر للمستثمرين والمطورين بيئة آمنة ومستدامة تحقق أفضل العوائد وتدعم الاقتصاد المصري والإقليمي، وتضع خططًا طموحة للتوسع على مستوى القارات؛ بهدف تعزيز حضورها الدولي وتقديم فرص استثمارية متميزة في الأسواق الواعدة.
وأوضح أن نموذج التوسع لدى الشركة يقوم على شقين رئيسيين:
- مكاتب تشغيلية كاملة مثل الموجودة في مصر والسعودية ولندن، تتيح إدارة مباشرة للمشروعات والأسواق.
- مكاتب تمثيلية عبر شركاء إستراتيجيين في أسواق مختارة، تستغرق وقتًا أطول للتأسيس والتشغيل، لكنها تحقق انتشارًا واسعًا.
وأشار الصيرفي إلى أن الشركة تتواجد اليوم في 7 دول حول العالم من خلال 3 مكاتب تشغيلية و4 مكاتب تمثيلية، مع خطط للتوسع قريبًا إلى 30 دولة بحلول 2030.
خطط توسعية كبيرة
أكد الصيرفي أن أحد أهم أهداف الشركة الإستراتيجية يتمثل في تسويق سوق مكة المكرمة لـ3 مليارات مسلم حول العالم، عبر توفير فرص استثمارية شفافة وآمنة تُسهم في تنمية المنطقة المقدسة وتعظيم عوائدها الاقتصادية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وأوضح أن مجموعة “سمو” من أكبر أصحاب المحافظ العقارية داخل مكة المكرمة، مضيفًا أن بعض المناطق تصل أسعار المتر فيها إلى 300 ألف ريال، ما يجعلها من أغلى المناطق العقارية في العالم.
وأشار إلى إتمام صفقة كبرى مؤخرًا تتجاوز قيمتها 7 مليارات ريال، جزء منها مطل مباشرة على الحرم المكي الشريف، لافتًا إلى أن مثل هذه الفرص الاستثمارية النادرة تستحق أن تُسوَّق للمستثمرين حول العالم، باعتبارها أصولًا عالية القيمة وذات طابع فريد.
وكشف الرئيس التنفيذي لـ”أدير إنترناشونال” أن الشركة تُعد من بين الشركات التي تشارك في وضع مقترحات حق الانتفاع لآلية تملك الأجانب في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وأعلن أن الشركة وضعت خطة طموحة للتوسع الدولي، تستهدف من خلالها التواجد في 30 دولة بحلول عام 2030، عبر مزيج من المكاتب التشغيلية والمكاتب التمثيلية في أسواق جديدة، بهدف ربط المستثمرين بالفرص العقارية والاستثمارية في مختلف القارات.
ورجح الصيرفي التوسع في دول مثل باكستان وبنجلاديش والمغرب والصين، للترويج لمكة والمدينة بعد بدء تطبيق التملك الحر بالسعودية عام 2026، على أن تكون مصر مركزًا للتوسع في إفريقيا نحو دول منها نيجيريا وجنوب إفريقيا وكينيا.
مكاسب كبيرة متوقعة
أوضح الصيرفي أن نموذج الأعمال الذي تطبقه “أدير إنترناشونال” واعد للغاية، مشيرًا إلى أن السوق المصرية مرشحة لتجاوز التوقعات في العوائد نظرًا لارتفاع حجم الطلب الاستثماري وتعدد الفرص الواعدة فيها، ما يجعلها إحدى أكثر الأسواق جذبًا للمستثمرين المحليين والدوليين.
وأكد أن الشركة تستثمر جزءًا كبيرًا من دخلها في التوسع المستمر وتطوير خدماتها قبل احتساب الربحية النهائية، انطلاقًا من إستراتيجية تركز على النمو المستدام وبناء قاعدة قوية طويلة الأجل، بدلًا من السعي وراء أرباح سريعة ومحدودة.
وكشف أن الشركة تستهدف طرح شركة جديدة في البورصة كل خمس سنوات، لافتًا إلى أن المجموعة الأم سبق أن طرحت شركة “سمو العقارية” في السوق السعودية عام 2020، كما طرحت “أدير العقارية” في سوق “نمو” العام الحالي (2025)، وتخطط لإدراج “أدير إنترناشونال” في البورصة المصرية قبل عام 2030.
وشدد على أن الطرح المرتقب لأسهم الشركة في البورصة المصرية سيمثل خطوة إستراتيجية لتعزيز وجودها في السوق المحلية، وتحويل مصر إلى مركز رئيسي لعملياتها في إفريقيا والشرق الأوسط؛ بما يتماشى مع رؤيتها للتحول إلى لاعب عالمي بارز في قطاع الاستثمار والخدمات العقارية.
دور كبير لسمو القابضة
أكد المهندس باسل الصيرفي أن الشركة تُعد الذراع الخدمي الاستثماري الدولي لمجموعة “سمو القابضة السعودية”، ممثلة في شركة سمو للاستثمار الدولي، التي تُعتبر من كبريات الشركات في السوق السعودية منذ تأسيسها عام 2008، وتتبعها ما بين 40 و50 شركة؛ منها شركتان مدرجتان في البورصة السعودية، فضلًا عن امتلاكها محفظة أراضٍ تتخطى 200 مليون متر مربع.
وأشار إلى أن “سمو القابضة” تعتزم ضخ استثمارات جديدة في القطاع العقاري المصري، الذي يتميز بقوته ويحظى بدعم الدولة من خلال مبادرات؛ مثل “منصة مصر العقارية” وتفعيل “الرقم الموحد للعقار”.
ولفت إلى أن التباطؤ النسبي في 2025 طبيعي بعد مبيعات قياسية في 2024، مؤكدًا أن السوق لا تزال تتمتع بفرص واعدة وثقة المستثمرين.
ماذا عن المستقبل؟
نوه الصيرفي بأن “أدير إنترناشونال” تضع نصب أعينها التحول إلى أحد أبرز الكيانات الاستثمارية العالمية خلال السنوات المقبلة، عبر بناء شبكة قوية من الشراكات الإستراتيجية وتوسيع نطاق أعمالها في الأسواق الواعدة.
وأوضح أن السنوات الخمس المقبلة ستشهد مرحلة نوعية في مسيرة الشركة، مع التوجه إلى تأسيس صناديق استثمارية جديدة وإطلاق مشروعات كبرى في مصر والمنطقة، بما يرسخ مكانتها كمنصة استثمارية عابرة للحدود.
ولفت إلى أن رؤية الشركة تقوم على تحويل الفرص المحلية إلى قصص نجاح عالمية، مؤكدًا أن عام 2030 سيكون محطة فارقة يشهد اكتمال خطة التوسع في 30 دولة، وتوسيع قاعدة المستثمرين، وتعزيز الشفافية عبر إدراج أسهم الشركة في البورصات العالمية، وفي مقدمتها البورصة المصرية.