أكد باسم الشربيني الرئيس التنفيذى لشركة إتقان للاستشارات المالية والتسويقية على أن التكنولوجيا العقارية في مصر تعد قطاعًا سريع النمو يعمل على تغيير طريقة شراء العقارات وبيعها وإدارتها بسرعة، ووفقا لأحداث التقنيات، والأمر هنا أكثر من مجرد تحول رقمي، حيث يمكن أن تساعد التكنولوجيا في تغيير الثقافات السائدة ورغبات واحتياجات العملاء بالقطاع العقاري.
وأكد أن التكنولوجيا أصبحت متداخلة في كل مكونات و مراحل التطوير العقاري من أصغر الأمور إلى أعقدها , بدءآ من التأسيس و التخطيط والرسم الهندسي إلى التسويق و المبيعات و التجهيز للتنفيذ، علاوة على التقنيات الجديدة فيما يتعلق بمواد و البناء واللوجيستيات الخاصة بالعقار و تقنيات توفير الطاقة فضلا عن تكنولوجيا تشغيل المنشأت العقارية و مراقبتها.
وأضاف بلغت قيمة سوق التكنولوجيا العقارية العالمي 25 مليار دولار في عام 2021 و من المتوقع أن يصل حجم هذا السوق عالميا إلى 64.3 مليار دولار بحلول عام 2028 ، حيث يرتفع بمعدل نمو سوقي قدره 15.4٪ خلال الفترة من 2023 إلى 2028، ووفقًا لتقرير صادر عن MAGNiTT ، تم توجيه إجمالي تمويل بقيمة 128 مليون دولار إلى صناعة التكنولوجيا العقارية بحلول عام 2021 في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا. وذكر التقرير أيضًا أن مصر استحوذت على 11٪ من إجمالي الصفقات في المنطقة.
تابع، كما جمعت منصة Partment المصرية تمويلات بقيمة1.5 مليون دولار بنهاية عام 2022. و أيضا اختتمت شركة ناوي NAWY، وهي شركة مصرية ناشئة في مجال التكنولوجيا العقارية الحديثة ، جولة التمويل الأولية لتأمين استثمارات بقيمة 5 ملايين دولار بنهاية 2022.
ومنصات البحث عن العقارات والواقع الافتراضي أعادوا تشكيل العملية البيعية في جميع أنحاء العالم ، مما سمح للعملاء بمشاهدة كل التفاصيل الفردية حول العقار الذي يرغبون فيه عن بُعد ويمكنهم إجراء جولة افتراضية داخل المبنى و من رواد هذا النوع من التكلونوجيا عالميا منصةZILLO في الولايات المتحدة الامريكية و منصة ZOOPLA في بريطانيا .
وأشار إلى أن التكنولوجيا العقارية أثرت أيضًا فى أصحاب المشاريع على مستوى أعمق ، مما أدى الى ضخ استثمارات أكثر دقة في الوقت المناسب مما ساهم فى زيادة نسبةالربحية مع استخدام تقنيات البناء والتخطيط بما في ذلك النمذجة ثلاثية الأبعاد والمحاكاة إلى جانب نظام واضح لإدارة معلومات البناء (BIM)، ويجب أن نشير هنا إلى أن شركة العاصمة الإدارية لها دورا محوريا في تطوير العمل بنظام الBIM في الكثير من الشركات والمشروعات العقارية بوضعها أحد اشتراطات استخراج الرخص العقارية بالعاصمة لتكامل التصميمات و تفاصيل المباني مع شبكات البنية التحتية الدقيقة لمدينة العاصمة الإدارية الجديدة لتكون أكبر مدن الجيل الرابع الذكية في العالم . وكذلك أحدثت أدوات إنترنت الأشياء (IoT) أيضًا حقبة جديدة في إدارة الممتلكات وصيانتها.
وأوضح أن دراسات السوق أثبتت أن 80% من الشركات التي تستخدم التكنولوجيا العقارية شهدت تأثيرًا إيجابيًا في إدارة العمليات و الخدمات المقدمة, و قد شهدت 70٪ من هذه الشركات فاعلية أكثر في صنع القرار و زيادة في التمويل، وأصبحت التكنولوجيا العقاريةالسمة الأكثر شيوعًا للصناعة العقارية اليوم. في الواقع ، حوالي 58٪ من شركات العقارات تستخدم على الأقل أداة أو اثنتين من أدوات التكنولوجيا العقارية في الوقت الحاضر.
ومن الأمثلة عن بعض البوابات الإلكترونية للتكنولوجيا العقارية في مصر عقار ماب و بروبيرتي فايندر و ريالتور واوليكس و ناوي. حيث تقدم هذه البوابات الرقمية مجموعة واسعة من العقارات المدرجة ، من الشقق إلى الفلل إلى المساحات التجارية ، وتسمح للمستخدمين بالبحث حسب الموقع والسعر و عدة معايير أخرى. و هناك بعض التطبيقات الرقمية التي تساعد أصحاب العقارات على إدارة ممتلكاتهم العقارية بشكل أكثر كفاءة من حيث الصيانة و الخدمات و متابعة الإيجار و دفعات الأقساط مثل: ICommunity, Boyot, Zabatak, Taskty.
وأضاف ان أحد التحديات الرئيسية التي تواجه شركات التكنولوجيا العقارية الناشئة في الشرق الأوسط هو تجزئة صناعة العقارات على عكس الأسواق الأكثر نضجًا مثل الولايات المتحدة وأوروبا. فإن صناعة العقارات في الشرق الأوسط مجزأة للغاية مع العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. هذا يمكن أن يجعل من الصعب على الشركات الناشئة اكتساب قوة جذب وتوسيع نطاق أعمالها.و لكن على الرغم من هذه التحديات ، هناك العديد من العوامل التي تدفع نمو التكنولوجيا العقارية في مصر و الشرق الأوسط.
وأوضح أن أحد الدوافع الرئيسية هو دعم المبادرات الحكومية التي تهدف إلى تعزيز الابتكار وريادة الأعمال في المنطقة، اعتقد ان من المشاريع الداعمة لتكنولوجيا العقار في مصر هو تبني حاضنة اعمال او صندوق استثمار عالي المخاطر VC متخصصة في الاستثمار و رعاية الشركات الناشئة المتخصصة في القطاع العقاري PROPTECH اسوة بما تم إنشاؤه من صناديق متخصصة في القطاع المالي FINTECH و القطاع الطبي و غيرها.
في الختام ، يقود الجيل الجديد و الذكاء التكنولوجي إلى جانب الدعم الحكومي وزيادة تمويل رأس المال الاستثماري نمو شركات التكنولوجيا العقارية الناشئة في المنطقة. بينما لا تزال هناك تحديات يجب التغلب عليها ، يبدو المستقبل مشرقًا للتكنولوجيا العقارية في مصر و الشرق الأوسط حيث تواصل الشركات الناشئة الابتكار وتحويل طريقة شراء العقارات وبيعها وإدارتها.